أول لقاء صحفي مطوّل فريد من نوعه مع العراقي الفنان : حسام الرسام
أعده وحاوره الشاعر والصحفي العراقي : عبدالله عبدالواحد
أجري اللقاء في بيت المطرب العراقي : حسام الرسام
ملاحظة : ستكون أسئلة وكلام عبدالله عبدالواحد باللون الأحمر وأجوبة وكلام حسام الرسام باللون الأزرق
-- بداية أشكر الطيبة العراقية التي تتمتع بيها روحك وأشكر الطفل الذي بداخلك والذي استقبلني بحفاوة عراقية جنوبية معهودة في بيتك الجميل .
-- كيف حالك يا حسام الرسام ؟
+ الحمد لله ونشكره على كل شيء
-- أعدك بأنك ستكون مرتاحا معي ولقاؤنا سيكون عفويا انشاء الله وهو لقاء ثلاثي الأسئلة ؛ يدور حول ثلاثة محاور :
1- عن طفولة حسام الرسام وصباه وشبابه وظهور موهبة الغناء والتأثر الفني في البدايات
2- عن حياتك الفنية الآن ورأيك وقناعاتك بما تقدم للناس
3- عن ما لا يعرفه الناس عن حسام الرسام
المحور الاول :
-- أنت حسام محمود هاشم ؛ مواليد 29/3/1978م أي إنك من مواليد برج الحمل ؛ محل ولادتك العراق – محافظة بابل – مدينة الحلة ؛ لك من الإخوان 7 ومن الأخوات 2 ؛ من أسماك حسام ؟
+ أمي وأبي لم يختلفا على هذه التسمية ؛ وهي نسبة الى سيف الإمام علي ( ع ) : " الحسام ذو الفقار " .
-- جميل ولكن كيف إقترن أسم حسام بالرسام ؟
+ إقترن اسمي بالرسام لإني درست الرسم و الموسيقى ولكنني كرست نفسي للرسم أكثر من الموسيقى في بادئ الأمر أي في فترة المعهد و كلية الفنون الجميلة في بغداد ؛ أنا درست الرسم وأحببت الرسم ومارست مهنة الرسم لذلك أسميت نفسي الرسام .
-- جميل
+ وأحب أن أضيف شيئا أيضا ؛ السيدة الفاضلة والرسامة العراقية المعروفة : وداد الأورفه لي شجعتني أن يكون أسمي الفني : حسام الرسام .
-- أنا أعتقد الآن بأنك فنان عراقي مشهور يحاول أن يرسم الإبداع الفني عن طريق ما تقدم من طرب للناس .
+ الحمد لله وأنا أطمح لهذا .
-- طيب ؛ متى ظهرت موهبة الغناء لديك ؟
+ أنظر اليّ يا عزيزي ؛ أنا لا أعرف متى ولدت هذه الموهبة في داخلي ؛ في كل وقت من مراحل عمري كنت أغني ؛ لكني لم أكن أعرف بأني مطرب ولم يكن ببالي أن هذا الذي يتحدث اليك الآن سيصبح المطرب العراقي : حسام الرسام ؛ لإنني من عائلة محافظة و بسيطة ؛ لذلك فالطرب والشهرة لم يكن لهما الحق بأن يخطرا على بالي ؛ وأنت تعرف يا عبدالله بإني من محافظة بابل ؛ أناس محافظون ؛ وعندهم بمفهومهم أن العيب على من يغني ؛ غير أنك عندما ترجع الى أصل المسألة بالنهاية ستجد بأنه فن و ذوق ؛ و أحمد الله بأني لم أسئ الى هذا المفهوم الجميل ولكنها ارادة الله وما أراده فعله وأنا أحمد الله عليها .
-- قالت لي العصفورة : بأنك تجيد رسم العين وتجيد تجسيم الأسماء باللون و الفحم ؛ حتى أنني أذكر عندما أهديتني ألبومك الأخير كتبت لي الإهداء على البوستر بخط جميل جدا ومجسم ومزركش ؛ ما تعليقك على هذا ؟
+ انا يا سيدي درست الرسم في مرحلة المعهد والكلية ؛ أكاديمية الفنون علمتنا التخطيط و في المعهد تعلمنا البدايات ؛ عندما كنت صغيرا كنت أرسم وأمزج الألوان غير أني لم أكن على دراية شاملة بأتكيت الرسم وما هو شكل النهاية للوحة وما هي قيمتها وهل إن تخطيطها صحيح أم لا ؛ لكن الأمر المهم في ذلك الوقت عندي هو بأني ارسم نوعا ما بمستوى جيد ؛ أما رسم العين ؛ فحاله من حال رسمي للأذن والأنف والفم ؛ كل هذا يخضع الى مقاييس فالدراسة كانت مهمة جدا لي فقد تعلمت من الناس والأساتذة وأقراني لا بل وحتى من الشارع العراقي نفسه .
-- ما شاء الله عليك حسام ؛ غير أني متشوق كي أعرف التالي : هل حسام ذلك الطفل أو الصبي الهادئ أم إنه الطفل العراقي المشاكس المعروف بإتقاد الذكاء ؟ ؛ إروي لي قصة تعتز بها من طفولتك أو صباك ؟
+ والله يا صديقي عبدالله ؛ أنا كنت ( أوكح ) طفل في عائلتي ؛ أقولها بصراحة ؛ أذكر أنني كسرت جهازي تلفاز والتلفاز نفسه لم يكن منتشرا في البيوت العراقية آنذاك ؛ طفل مشاكس في بيتي ؛ نعم ؛ غير أن مشاكستي كانت محببة الى عائلتي ؛ هنالك طفل مشاكس مكروه ؛ غير أني والحمد لله العكس ؛ كنت من يضحكهم ومن يغني لهم ومن يخربش على جدران البيت أيضا .
-- فاجئتني والله ؛ ولكن عندما تضع رأسك على المخدة الآن وأنت نجم عراقي ومطرب معروف ؛ وأنت كنت هذا الطفل العراقي المشاكس الجميل ماذا تشعر ؟
+ لم أفكر ولو في يوم من الأيام بأني أختلف عن باقي الناس ؛ و لا أقول بأني فلان من الناس ؛ أنا حسام محمود الذي عرفه أصدقاؤه وعرفته الناس على طبيعته البسيطة ؛ كلهم يشهدون لي بأني لم أتغير والحمد لله ؛ أنا لست حسام الفنان ؛ حسام الفنان تشاهدونه على المسرح في الحفلات وفي المهرجانات وتشاهدونه في الفضائيات ؛ هذا حسام الرسام ؛ أما حسام فهو ذلك الشخص البسيط ؛ إبن البيت وابن منطقتي التي كنت أسكن بها في العراق وابن المعهد وابن ( السالفة وابن الضحكة ) فهذا أنا لم يتغير مني شيء ؛ وحين أضع رأسي على المخدة فإني أفكر بماذا سأفعل غدا وماذا سأقدم للناس ؛ وأفكر بمصلحة أهلي وفني ؛ لا أفكربشهية الطمع التي تدفعني الى الكسب المفرط للمال على حساب فني ؛ إنها قسمة الله وكل يأكل رزقه في هذه الدنيا وأنا أسأله التوفيق دائما .
--الله عليك الله عليك رائع والله ؛ حسن ؛ بمن تأثرت في بداياتك الفنية ؛ وهل جذور صوتك الشجي تمتد الى الأصالة العراقية أم الى الأصالة العربية ؟
+ بالتأكيد الأصالة العراقية ؛ أنا ولدت في حضن الفرات الأوسط ؛ إنه من أروع ما خلق رب العالمين ؛ الحلة وبابل وسومر وأنا أفتخر عندما أقول بأني من الحلة ؛ أنا سومري الأطباع يا عبدالله ؛ أما بالنسبة للأصالة العراقية والنفس الغنائي الذي أغني به والذي سمعتموه فأنا قد أخذته من كل إنسان أتأثر به أوترك في داخلي شيئا جميل ؛ لا أحدد أحدا و أقول أني متأثر بفلان ؛ ( وداعتك ) أنا أتأثر حتى بالأصغر مني سنا سواء من الصبية والأطفال عندما أسمع منهم صوتا جميلا ؛ ولذلك فإن تأثري لا يقتصر على الرواد فقط ؛ وإنما على كل مبدع حقيقي و إنسان .
-- متفاجئ أنا بالدملوماسية العالية والطفولية الرائعة ؛ من كان يشجعك أو يساعدك وأنت في بداية مشوارك الفني سواء من داخل الإطار العائلي أو من داخل الوسط الفني ؟
+ من داخل الإطار العائلي ؛ لم يتوقع أهلي لا بل ولم يفكروا حتى بأني سأصبح في يوم ما مطربا معروفا وهذا كفيل بأن يجعلهم لا يشجعوني ؛ والدي رحمه الله لو صادف ورأى واحدا منا أي أنا وأخوتي جالسين بحفلة ما فإنه سيقيم الدنيا ويقعدها علينا في تلك اللحظة ؛ فما بالك عندما نسهر ونغني ؟ ؛ أما الذين شجعوني وسقوا في داخلي بذرة الطرب فهم من درسني في الصغر أي معلمي ومدرسي الدراسة الإبتدائية والمتوسطة ؛ فما لا يعرفه الكثير عني أني كنت أجيد تجويد القرآن الكريم وحاصل على المركز الأول في التوجيد على مستوى محافظة بابل في كل سنة من سنين دراستي الإبتدائية والثانوية ؛ كما وإنني متقن جيد لإحكام التلاوة ؛ فقد درستها على يد الأستاذ البصير ( فاضل ) ؛ أما من داخل الوسط الفني فهو ضرير أيضا رحمه الله ( أستاذ محمد ) وهو عازف ايقاع ؛ فقد علمني العود والأورك كورديون لكنني لم أفكر بالأخير كثيرا بقدر ما فكرت بالعود ؛ عزفت العود أكثر بكثير وكان هو صديقي المقرب الأول ورفيق سفري ومسيرتي الفنية ؛ كما وأني استفدت من مركز شباب الحلة وغنيت به إضافة الى فعاليات أخرى كثيرة على مستوى محافظتي .
-- نعم ؛ حسام ؛ ما هو رأيك أن ندخل الى المحور الثاني ؟
+ تفضل عبدالله ؛ أنا أمشي ورائك أينما تذهب قدمي على قدمك
-- لا يا حسام ؛ أنت تدخل أمامي وأنا قدمي على قدمك
+ أشكرك حبيبي