المحور الثاني :
-- فلندخل الى حياتك الفنية الآن يا صديقي ؛ كيف استطعت بهذا الوقت القصير أن تصبح نجمات عراقيا معروفا ؛ هل هو الموال العراقي المعروف بالحزن ؟ ؛ أم هي ( العكربة ) ؛ ومن يمثلك أكثر ولماذا ؟
+ من قال بأني خلال فترة قصيرة أصبحت مطربا معروفا ومشهورا كما تقول الناس عني هذا ؟
-- أنا سأخبرك يا حسام ؛ أنا واحد من مشاهديك الكثر الذين يتابعونك على الفضائيات ؛ أنا أرى أن حسام قد خرج الى الناس قبل بضع سنوات فقط ؛ غير أنه الآن نجم . . . ؛ ما تعليقك ؟
+ أنا أمتلك الجذور والأساس يا عبدالله ؛ عندي أساس جماهيري من الحلة و من باقي المحافظات ومن بغداد ؛ غير أن الفرصة في تلك السنين ؛ لم يعرضها القدرعلي ؛ فكافحت وكافحت وكافحت ؛ ومع هذا الإصرار والكفاح كرست نفسي أيضا للدراسة ولأهلي ورعايتهم مع أخوتي و لم أفكر في يوم من الأيام أني سأصور فديو كليب يعرض على الفضائيات .
-- لكن يا حسام ؛ دعني أختلف معك ؛ وأنت قبل اللقاء قلت لي بأنك مثلي تؤمن بإن إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ؛ عندمات ظهرت على الناس قبل سنين قليلة جدا ؛ تفاجئ الشارع العراقي بإعجاب الناس الكبير بك ؛ و وصلت الى النجومية العراقية بسرعة البرق ؛ أعتقد أنه الآن حلم لمن يفوقك عمرا فنيا وهو موجود كما أنت على ساحة الطرب العراقي
+ سأوصلك الى النقطة التي ترمي اليها في كلامك ؛ لم أفكر ولو للحظة في حياتي أن أدعم بفني السياسة والدين ؛ غير أن الغيرة العراقية أو الهمة العراقية كما يقولون هي التي حفزت بداخلي الطموح وأمدتني بالطاقة لمواصلة الطريق ؛ كما وأني نذرت فني للعراق والعراقيين ؛ أنا واحد منهم ؛ فنان يفرغ ما بداخل جمهوره من ألم وهم بسبب هذه الاوضاع الاخيرة التي يمر بها قطرنا الحبيب ؛ و هي وظيفتي بقدر ما هي وظيفتك كشاعر وإعلامي وبقدر ما هي وظيفة الروائي والقصاص والموسيقي لا بل وحتى على مستوى الأصعدة العلمية والتي بيدها اعادة بناء البنية التحتية لحبيبنا العراق ؛ أما بالنسبة الى مواويلي فليس حسام الرسام فقط من يغني المواويل العراقية الحزينة ولكنني أختصيت بالمواويل التي أطلق عليها عبارة : ( وجها لوجه ) ؛ لا أحب اللف والدوران في قضية أطرحها تخص شعبي العراقي عند غنائي الموال الوطني ؛ أي إنني أنتقي مواضيعا هي ولدية لحظتها في الشارع العراقي ؛ أما أغنية ( العكربة ) : فهذا شيء مشطوب من حياتي الفنية وانا بريء منها ؛ أرجو أن تتأكد من هذه المعلومة يا عبدالله و أن توصلها الى الناس ؛ أنا بريء منها نعم ؛ ولكن باحالة واحدة ؛ إنها لا تمثل شخصية حسام الرسام ؛ إنها فن كاريكاتيري إذا صح التعبير قدمته على طبق من الضحكة والفرحة إلى الأطفال ؛ أكرر : إنها ليست شخصية حسام الرسام بالمرة ؛ إنها مجرد عملية إختراق لسوق الفضائيات المزدحم أعتبرها وعفوا لهذه الكلمة : لعبة ذكية الى حد ما ؛ أرجوك يا صديقي أن تكتبها بهذه العبارة : إن أغنية ( العكربة ) هي إختراق للسوق ؛ وأنت يا عزيزي على دراية بزحمة الفضائيات ؛ أغلب ما يطرح على شاشات الفضائيات من عمل فني طربي و إن كان يحتوي على معايير ذات جودة هو ضائع ومفقود وسط زحمة الفضائيات الهائلة و بالتالي يموت صاحب هذا العمل الفني إعلاميا ؛ فيا صديقي عبدالله أكرر للمرة الثالثة وأرجو منك أن توصلها الى القراء الأعزاء ؛ أغنية العكربة : لا تعتبر من أغاني حسام الرسام ؛ حسام الرسام متمثل بأغنية : ( لا تزرع قنبلة بالشارع ) و ( مدري شبيه يا ربي ) و ( أفكر بيك ) و ( نساني اللي سكن قلبي ) و ( جرح العراق ) والذي يغني عن الأم والأب والأخ والصديق والوطن ؛ أما أغنية : ( العكربة ) : فهي فقاعة حسام الرسام وانفجرت وذهبت الى حال سبيلها .
-- أحس بأنك أحرجتني وفاجئتني جدا أيها الرسام ؛ وأحس بأن شخصا كبيرا يجلس أمامي الآن !
+ حبيبي عبدالله ؛ أنت الكبير وسؤالك كان بنفسي جدا أن يسأل لي ؛ كي أوضح لجمهوري وللمستمع العربي أن أغنية ( العكربة ) هي ليست إساءة لي ؛ لا بل العكس ؛ هي نجومية لي حققت لي الكثير ونجحت جدا والحمد لله و تستطيع أن ترى لحظة ظهورها على الفضائيات ؛ لم يبق طفل عراقي إلا ودندنها أو غناها .
-- دخلت الى موقعك الإلكتروني قبل فترة وتصفحت سجل الزوار والمعجبين ورأيت أن الغالبية العظمى من الموقعين فيه تشيد وتهنئ حسام الرسام بنجاح هذه الاغنية ؛ ما تعليقك ؟
+ أغنية ( العكربة ) بصورة عامة ؛ هي أغنية فقيرة من نواحي عدة ؛ فقد أستغربت الناس أنها تفتقر الى كذا وكذا وسأوضح لك ما معنى كذا كذا : التصوير على طريقة الفديو كليب لأغنية العكربة يفتقر الى وجود الفتاة الجميلة وأنا بهذه الطريقة غيرت نظرة الناس عن المطرب العراقي ؛ فمع كل الأسف وأقولها أن غالبية المطربين العراقيين ؛ أنتجوا أغاني راقصة بتصوير فاضح أو مغري لنساء الفيدو كليب و كأن الأغنية مخصصة للمرأة التي ترقص أمام عدسة تصوير تلك الأغنية ؛ أنا لم أفعل هذا بتصوير أغنية ( العكربة )
-- نعم صحيح ؛ أذكرعندما تعاونت معك فنيا ونحن جالسان معا في الأستوديو ؛ قلت لي ضمن حديثنا أنه قد عرض عليك أنواع من النساء الموديلات رائعات الجمال من عارضات أزياء وغيرهن ؛ وقد استغربن واندهشن عندما لم يقع اختيارك على إحداهن واخترت ( عفوا ) موديل نسائي ذا شكل ربما ليس بالمقبول جدا ؛ أخبرنا عن هذه الحادثة الطريفة ؟
+ من بين اللواتي عرضن علي واحدة من جمالها قادرة على أن تشطر الجبل بنظرتها !! ؛ لبنانية لن أذكر اسمها هي عارضة أزياء في شركة دبي للأزياء هي من أروع نساء لبنان جمالا ؛ عندما قلت لها بإني لا اريدك عفوا !! فقالت : وأي مجنون أنت ؟ أنت لا تمتلك ذوقا !! ؛ ألست ترى كل هذا الجمال الذي أحمله ؟ ؛ أهناك أجمل مني ؟ طبعا هي تقول هذا بسبب غرورها المفرط بجمالها ؛ جاءت بعدها تلك الفتاة البسيطة فقلت لها إغسلي وجهك من المكياج و إرجعي لي مرة أخرى ؛ فعادت الي مرة أخرى وعلى وجهها مسحة خفيفة من الجمال ؛ فإخترتها .
-- يبدو أنك تتدخل بإعمق تفاصيل التصوير للفديو كليب ؟
+ يقع علي 50 % من عملية إنجاز الفديو كليب كفكرة وإخراج طبعا ؛ أما كإنتاج فهو كليا على حسابي ؛ غير أن الفكرة الأساس لكليب ( العكربة ) كانت للمخرج ( ياسر الياسري ) .
-- كم هي المسافة الفنية التي تفصلك الآن عن النجومية العربية ؛ وإذا لم تكن نجما عربيا الآن فما هي خططك لبلوغ هذا ؟
+ لا توجد مسافة بيني وبين النجومية ؛ أنا تكفيني نجوميتي بالعراق ؛ لإن الجمهور العراقي بنظري يمثل ثلث جمهور الوطن العربي ؛ فإذا كانت شهرتي بالعراق 70% فأنا أكبر نجم بالوطن العربي ؛ يكفيني الآن أن كل العراق يستمع الى حسام الرسام ؛ وأفتخر عندما تتصدر صوري الصحافة الفنية العراقية وبوستراتي الفنية تملئ مكاتب التسجيلات في العراق قاطبة وأحمد الله جدا على هذا .
-- جميل جدا يا حسام ؛ ولكن دعني أحرجك الآن وأريد الإجابة بذكر الأسماء ؛ من برأيك الآن متربع على عرش نجومية الأغنية العربية ؟
+ أنت طلبت أسماء ؛ ولكن دعني أقول لك بداية ؛ من المطرب لحد الآن ؟ أنت في رأيك ؟
-- سأجيب على سؤالك بمقولة أرددها دائما ؛ الوصول الى قمة النجاح شيء صعب ؛ غير أن الإستمرار في الوقوف على هذه القمه ؛ هذا هو الأصعب ؛ هذا رأي !!
+ سأرضي فضولك يا عبدالله ؛ لا يوجد أحد متربع على عرش الأغنية العربية الآن بصورة كاملة ؛ لكل زمن دولة ورجال كما يقولون ؛ ولو استطاع المطرب العربي الحفاظ على نجاحه لأكبر فترة ممكنة فهو أمر يعود بالإيجاب عليه ؛ ولكنها بالنهاية مسألة مستحيلة ؛ عجلة الفن تدور والأوجه في تغير مستمر .
-- أتعتقد أنها سنة الفن أم سنة القدر أم ماذا ؟
+ إنها ليست سنة الفن بالعكس ؛ هناك شواذ دائما لكل قاعدة تطرح وخير مثال على ذلك كوكب الشرق أم كلثوم ؛ إنها خالدة لحد الآن ؛ أما بالنسبة لذكر أسماء الشباب وأنا لا أريد أن أرد سؤالك ؛ فإننا نستطيع أن نقول بأن الفنان العراقي المبدع ( كاظم الساهر ) هو المتربع على عرش الأغنية العربية ؛ فقد فتح لنا نحن المطربين العراقيين الشباب بابا واسعة للشهرة بنجاحه الرائع ؛ فهو نجم مشرف لنا وللعراق والعراقيين .
-- أحترم بك هذا التواضع يا صديقي حسام ؛ دعنا نغير دفة الحديث : كيف أو ما هي الطريقة التي ينتقي بها حسام الرسام كلمات أغانيه و مواويله ؟ وهل يكتب قسما منها أو يلحن ؟
+ الموقف هو الذي يجبرك أن تختار موضوع الأغنية ومن ثم تكتبها وتلحنها ؛ الموقف الذي تمر به أو يمر به شعبك أو الشعب العربي ككل ؛ هو من النقاط المهمة لإنتقاء الأغنية ؛ أنا لا أستطيع أن أغني أغنية لا أحس بها ؛ فالشاعر أو الكاتب بالنهاية لا يستطيع أن يفرض علي كلاما أو لحنا لا أحسه ؛ أغلب أغنياتي التي غنيتها كان المقطع الأول فيها من تأليفي ؛ مثلا : ( نساني اللي سكن قلبي ) ؛ هذه كلماتي والشاعر ضياء الميالي أكملها لي ؛ و ( مدري شبيه يا ربي ) على نفس الشاكلة أيضا وغيرها كثير
-- هل أنت مؤمن بالشعراء الشباب أكثر أم بالجيل الذي سبقهم ؟
+ مؤمن بكل قضية حقيقية يكتبها شاعر حقيقي بغض النظر عن جيله ؛ أنا أتأثر بكل صوت جميل كما قلت لك و أتأثر بكل كلام جميل يكتبه شاعر كبير في العمر أو الصيت أو صغير بكليهما .